تقع بباب الحديد على بعد أمتار قليلة غربي المدرستين الجوهرية والمزهرية. تنسب إلى الأمير سيف الدين بيددمر الخوارزمي، نائب الشام، الذي وقفها في سنة (777هـ/1375م)قبل الانتهاء من بنائها في أواخر شوال سنة(781هـ/ اوائل شباط 1380م).
تقوم المدرسة على مفترق طرق يؤدي إلى سوق القطانين من الشرق، وطريق باب الحديد من الشمال، وتتألف من طابقين وصحن مكشوف، ويتوصل إليها عبر مدخل مغطى بقنطرة ،وقوم على كل جانب من جانبيه مقعد حجري يعرف بالمكسلة. ويؤدي المدخل إلى دركاه. أي :موزع. ثم إلى الصحن المحاط بعدد من الحجرات ذات المداخل المعقودة، والمؤدي إلى إيوان جنوبي كبير فيه محراب جميل الشكل.أما الطابق الثاني فيتكون من مجموعة غرف خاصة بسكنى المدرسين والطلاب.
وتؤكد سجلات محكمة القدس الشرعية وقف المدرسة الحنبلية وبعض مكوناتها المعمارية وتعميرها في سنة (963هـ/ 1555م). وقد عدها البعض ثاني أكبر مدرسة خصصت للتعليم الشرعي في القدس وفق المذهب الحنبلي .وهناك إشارات إلى نزول بعض رجال الطرق الصوفية وإيواءهم فيها.ومن أبرز هؤلاء الشيخ برهان الدين أبو الصفا إبراهيم بن علي بن أبي الوفا الأسعردي، الشافعي، الصوفي، المتوفى في دمشق سنة(887هـ/ 1482م)، ثم إسماعيل أفندي السروري. واستمرت هذه المدرسة في أداء وظيفتها مدة قرون قبل أن تهمل وتحول إلى دار سكن تعرف بدار قطنية، ويشتريها الشيخ علي الطزيز سنة 1954م.
المصدر: دليل مدينة القدس (منارات مقدسية)