المدرسة الخاتونية

تقع المدرسة الخاتونية عند باب الحديد على يسار الخارج من المسجد الأقصى المبارك، حيث تتوسط مدرستين تاريخيتين هما: المدرسة المزهرية، والأرغونية، ذلك إلى الشمال من سوق القطانين، تنسب إلى وقفها أغل خاتون بنت شمس الدين محمد بن سيف ىالدين القازانية البغدادية.

يرحع تاريخ بنائها إلى سنة (750هـ/1349م)، حيث باشرت الواقفة بناءها الذي أتمته سيدة تركية أخرى هي أصفهان شاه بنت الأمير قازان شاه سنة بعد أكثر من ثلاثة عقود.

وتتكون من طايقني وصحن مكشوف وإيوانين شمالي وجنوبي ينتهيان إلى محراب. وهناك مجموعة من الغرف موزعة على الضلعين الآخرين.ويتوصل إليها عبر مدخل حجري مملوكي الطراز، متوج بعقد مدبب يؤدي إلى ممر طويل ينتهي إلى صحن المدرسة،حيث يمكن الصعود إلى الطابق الثاني المحدث على درج. وقد أجرى الشيخ محمد شيخ الإسلام محمد عبد الرحمن العفيفي في المدرسة تعميرات واسعة في (12 جمادى الثانية 1093هـ/18 حزيران 1682م). واستناداً إلى مجير الدين الحنبلي، فإن أغل خاتون وقفت المدرسة في (5ربيع الثاني 755هـ/ 29 نيسان 1354م).كما وقفت عليها مزرعة ظهر الجمل. وأما تاريخ إضافة أصفهان شاه على الوقف فترجع إلى (جمادى الثاني 782هـ/أيلول 1380م).

وتضيف دفاتر تحرير الطابو وسجلات محكمة القدس الشرعية  أن إسجال وقفية أغل تم في سنة (897هـ/1491م)، وأن المزرعة واقعة قرب قرية دير جرير،وأن الاوقاف التي أضافتها أصفهان خاتون تتألف من خمس قطع أراض وبيتين ودكانتين في القدس ودمشق.وقد تمت إضافة تلك الأوقاف في سنة 914هـ/ 1508م. وقد فاق ريع / السادس عشر الميلادي 1000 أقجة، صرفت على تعمير المدرسة والمستفيدين من أوقافها.

خصصت المدرسة إلى قراءة القرأن الكريم وتعليمه، كما يفهم من وقف أغل خاتون ربعة شريفة لتقرأ فيها.كما درس فيها الفقه وعلومه.وقد استمرت في أداء رسالتها التعليمية حتى القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي، قبل أن يغلب السكن على ظيفتها. وتحفل سجلات محكمة القدس الشرعية بحاصة في كثيرمن الإشارات إلى من تولى مشيختها والتدريس وغير ذلك من الوظائف ، حيث كان أكثرهم من عائلة العفيفي قبل أن يتنازلوا عن مشيختها إلى آل الفتياني الذين تنازلوا بدورهم إلى آل الخطيب في سنة (1159هـ/1746م).كما عمل بها شيوخ من عائلتي الديري والعسيلي، ولا تزال المدرسة معمورة إلا أنها تستعمل للسكن تحت إدارة الأوقاف الإسلامية بالقدس.

وقد خصصت إحدى الغرف الشرقية من غرف المدرسة إلى ضريح مؤسستها وواقفتها الأولى(أغل خاتون). كما دفن فيها لاحقاً بعض أبرز شخصيات العالم الإسلامي، مثل : موسى كاظم الحسيني، وعبد القادر الحسيني، وعبد الحميج شومان، وأحمد حلمي عبد الباقي، ومحمد علي الهندي، والشريف عبد الحميد بن عون، وفيصل الحسيني رحمهم الله.

المصدر: دليل مدينة القدس (منارات مقدسية)

اشترك في القائمة البريديه

المزيد

أننا جميعاً نعلم علم اليقين، وعلى سائر مراتب المسؤولية الوطنية، أن قضية القدس هي أم القضايا الفلسطينية وهي التحدي الوطني الأول. القدس بكل رمزيتها الهائلة هي درة التاج، وهي العنوان الفلسطيني الأهم والأبرز على الإطلاق، إليها تُشد الرحال وعلى ثراها الطاهر تسترخص الأرواح

دائرة شؤون القدس - منظمة التحرير الفلسطينيه Tweet