المسجد العمري الكبير

عبد الله بن عمر

يقع بالجهة الجنوبية من حارة الشرف التي كانت ئؤدي إلى حارة المغاربة من جهة الغرب. ويتوصل إليه عبر زقاق طويل يبدأمن التقاء طريقي باب السلسة وخان الزيت قريباً من خان السلطان، ثم الاتجاه جنوياً. وقوم هذا المسجد في موضع هام؛ إذ يحيطبه كنيسان : واحد من الشمال، والآخر من الشرق حيث يبعد عنهنحو 50م. وإلى الغرب منه مدرستان متطرفتان ومركز لشرطة الاحتلال يفصلها عن المسجد الشارع العام، وبضعة دكاكين. وتجدر الإشارة إلى ان هذا المسجد مؤسس على أرض وقفها أحد المسلمين قبل منتصف القرن الثامن الهجري/ الخامس عشر الميلادي، إلا أنه نحاط بعقارات استولى عليها اليهود وعلى مواضعها من المسلمين بعدة طرق في أيامنا هذه. ما يجعل منهبؤرة حساسه. أما تاريخ بناء المسجد وبانيه فيبدو انه قريب من تاريخ وقفه، فقد أورد مؤرخ القدس مجير الدين الحنبلي بناء منارة للمسجد ” من جهة القبلة وهي مستجدة بعد الثمانمائة”. كما أورد وقائع حول إحدى الدور الملاصقة له ويحددها بسنة (878هـ/1473م). ما دفع البعض غلى ترجيع إنشائه قبل هذه الفترة.
ويعبر المصلي إلى المسجد من بوابة حديدة مجاورة للطريق، ثم يصعد عبر ممر طوله نحو ستة امتار، ثم يرقى عدة عتبات تقوده إلى ساحة مكشوفة يكتنفها حوض حجري يقابل المؤدي يقابل الباب المؤدي إلى المصلى، الذي تبلغ مساحته بحسب وثائق مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية 30م² .وهو معقود بالأقواس التي تلقتي حول فوهة في الوسط وتعمل هذه الفوهة على التهوية والإضاءة هي وثلاثة شبابيك اخرى، منها شباكان في حائطه الشرقية،وشباك في الجنوبية، وله مئذنة جميلة مربعة الشكل وملوكية الطراز،يبلغ ارتفاعها نحو 15 متراً، وقد استحدث في جداره الجنوبيمحراب عبارة عن حنية، والمسجد مبلط ومفروش بالحصير. ويتبع المسجد في الجهة الجنوبية ساحة ثانية مساحتها 1,5×7م² محاطة بدرابزين حديد. يتم الوصول إليها عتبات تؤدي إلى بوابة حديدية من جهة الجنوب الغربي،تفضي إلى دورة مياه وميضأة يجلس المتوضأ فيها على مقاعد حجرية. كما يتبعه غرفة صغيرة المساحة (2×3)م² ملاصقة مدخله، ويستخدمها المصلون في وضع امتعتهم وحوائجهم .
وتشير بعض الحجج الشرعية إلى استمرار المسجد في أداء رسالته طوال العهد العثماني، ما أوجب تعيين الموظفين والأئمة من حين إلى آخر ومن هؤلاء ، يشار إلى الشيخ أبي السعود وولده الحاج أحمد .اما أوقافه فكانت تشمل 6 دكاكين مجاورة له وداراً في القدس مكونة من غرفتين، وحاكورة تعرف بحاكورة القصارة في حارة الأرمن.
وقد أولت دار الأوقاف بالقدس هذا المسجد اهمية خاصه فعمدت إلى توفير ما يحتاجه من تعمير وعناية. ةتشير تقاريرها من سنة 1940م إلى إهمال متولي وقفه له، فقررت محاسبته ومتابعة تعميراته خلال السنوات(1963-1946م). لكن أحداث عامي النكبة والنكسة ادت إلى هدم الدكاكين الموقوفة علية ورغم ذلك، استمرت عمليات الإعمار، لكن اخطار حفريات سلطات الاحتلال الصهيوني في محيطه اخذت بتهديده من جديد في عامي 1972م و1974 م. فقامت الأوقاف ببناء جدران استنادية له، وبتكحيل مئذنته وتعمير جدرانه الخارجية والداخلية بالحجر. وتابعت عمليات التعمير بهدف تدعيمه وتقويته حتى عام 1980م.وبعد عشرة أعوام ، طالت تلك التعميرات مئذنتة وتتوالى عمليات الإعمار فيه بسبب إلى عدم توقف الاحتلال عن اليهود او الشركات اليهودية وعلى رأسها يعرف بشركة تطوير الحي اليهودي، ووزارة الاديان التي باشرت الحفر بمحيط المسجد منذ سنة 1972م. لذا لا يتمكن إمامه أن يقيم فيه إلا صلاتي الظهر والعصر.

اشترك في القائمة البريديه

المزيد

أننا جميعاً نعلم علم اليقين، وعلى سائر مراتب المسؤولية الوطنية، أن قضية القدس هي أم القضايا الفلسطينية وهي التحدي الوطني الأول. القدس بكل رمزيتها الهائلة هي درة التاج، وهي العنوان الفلسطيني الأهم والأبرز على الإطلاق، إليها تُشد الرحال وعلى ثراها الطاهر تسترخص الأرواح

دائرة شؤون القدس - منظمة التحرير الفلسطينيه Tweet