تقع في عقبة التكية بين حارة الواد وخان سوق الزيت.تنسب إلى سيدة مملوكية تركية تدعى طنشق بنت عبد الله المظفرية التي أنشأتها ووقفتها في الفترة( 783-781هـ/1382-1379م)، وقد عرفت بالدار الكبيرة وبدار الست.
والدار معمارياً عبارة عن مجمع معماري ضخم يتألف من طبقتين يتوصل إليهما عبر مدخل واسع يرتفع قدر ارتفاع طبقتي البناء، ويحيط به على كل جانب من جانبيه مقعد حجري والذي يعرف بالمكسلة. وينتهي بعقد ثلاثي مدبب، حيث يؤدي عبر ممر عميق ألى ساحة مكشوفة يتوصل من خلالها إلى مختلف وحداتها المعمارية من القاعات والغرف المحيطة بها في الطبقتين.
وقد مرت على الدار عدة مراحل تاريخية، تغيرت فيها الوظيفة التي أنشئت من اجلها، فقد اتخذت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي مقراً لمتصرف القدس وسميت يومئذ بدار السرايا. وفي سنة(1340هـ/1921م)، شهدت أهم تطور في تاريخها العريق، فقد استردها المجلس الأسلامي الأعلى للأوقاف واتخذها داراً لرعاية الأيتام المسلمين وتعليمهم تعليماً مهنياً. ولا يزال هذا الدور الإنساني العظيم منوطاً بها حتى يومنا هذا.حيث أصبحت من أهم مديريات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة فلسطين.التي تتولى الإشراف عليها ورعايتها وإدارتها ووضع خططها التنموية المتطلعة إلى الرقي بها ومواكبة الحداثة التكنولوجية المستجدة يوماً بعد يوم، للنهوض برسالتها التعليمية للصفوف الأساسية الأكاديمية ىالمعروفة، والمهنية في ميادين التعليم الحر في في مجالات الطباعة،والتجليد والدهان،والنجارة والخياطة والخيزران، والتنجيد والديكور والخراطة، والتسوية والحدادة واللحام، والرسم المعماري والكهرباء. ما يستلزم على الدوام توفير المال اللازم إلى تنفيذ تلك المشاريع والخطط، من الرئاسة الفلسطينية الكريمة لدولة فلسطين، إضافة إلى تبرعات أبناء هذا الشعب المرابط وأشقائه أبناء الشعوب العربية والإسلامية والمؤسسات الإنسانية.ومن أهم تلك المشاريع ، مشروع بناء مدرسة حديثة إضافية على أرض الاوقاف الإسلامية،لتضم هذه المدرسة مسجداً ومرافق تدريب وتعليم ومبيت، وحدائق وملاعب لأكثر من 250 طالباً من ورود فلسطين اليتامى.
وتتميز هذه الدار بفرقتها الموسيقية الفريدة في دولة فلسطين، حيث تضم مجموعتين: الأولى، وتعزف بطرق الصنج النحاسية؛ والثانية، وتعزف بنفخ القرب. وقد وجدت هذه الفرقة رعاية وتشجيعاً كبيرين من وزراء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية المتعاقبين .وتخرج منها العديد من الأكفاء الذين تولوا قيادة فرق موسيقية في دول عربية شقيقة. وتحفل الذاكرة الفلسطينية بطيب مشاركاتها في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية، خاصة في شوارع القدس العتيقة وساحاتها العامة.