تقع ضمن مجع معماري يقوم في إحدى محلات القدس التاريخية تعرف بمحلة مرزبان، حي القرمي اليوم. ويمكن تحديد موضعها في طريق القرمي بجوار زاوية الشيخ محمد القرمي، وعلى مقربة من المدرية البدرية من الشرق، وإلى الشمال من حمام علاء الدين البصير. وتنسب إلى الأمير لؤلؤ غازي عتيق السلطان المملوكي الملك الأشرف شعبان بن حسين (778-764هـ/1376-1362م).
تقوم المدرسة في الإيوان الشمالي من المجمع المعماري المذكور. وتتالف من طابقني وصحن مربع مكشوف، وأربعة أواوين تحيط بالصحن من الجهات الأربعه. وتشمل عدداً من الغرف الكبيرة والصغيرة. ويتوصل إليها عبر مدخل يعلوه قوس يؤدي إلى ممر يقود إلى الصحن، حيث يمكن الصعود إلى الطابق الثاني على درج. وبنيت واجهة المدرسة الأمامية في الطابق السفلي من الحجارة الكبيرة بعكس نظيرتها العليوة التي بنيت من حجارة أصغر. أما تاريخ إنشاء المبنى فهو غير معروف، لكنه يسبق سنة (775/1373م) وهي السنة التي وقفها فيها الأمير قبل وفاتهفي سنة(787هـ/1385م) وذلك وفق دفتر تحرير الطابو رقم 522. وتجدر الإشارة إلى أنه من السهولة تمييز الغرف التي أضيفت إليها حديثاً.
واستناداً إلى بعض وثائق الحرم الشريف المملوكية، ودفاتر تحرير الطابو العثمانية، وسجلات محكمة القدس الشرعية، يمكن القول أن المدرسة نشطت في تعليم القرأن الكريم وقراءته حتى القرن التاسع عشر، وأن الوظائف فيها كانت موزعة بين أفراد من عائلات ذات أصول مقدسية وتركية، أبرزها آل غضية. أما أوقافها، فترد إشارات إليها مع الإشارة إلى أوقاف الزاوية والرباط المنسوبين إلى نفس الواقف.وهي تشمل بت ساور التي أشير إليها في الفترة العثمانية كخربة وكقرية تبع ناحية العرقوب، إضافة إلى دور ونصف دكان بالقدس. وقد بلغ ريعها في منتصف القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميادي أكثر من 2000 اقجة.
المصدر: دليل مدينة القدس (منارات مقدسية)