ابو بكر الصديق
يقع في زقاق تايخي يتردد كثيراً في الوثائق هو زقاق أبي شامه المعروف اليوم بحوش الشاويش ويقوم هذا المسجد بالتحديد في آخر سو خان الزيت وعلى بعد نحو 80 متراً من سوق العطارين. أي أنه يقع في مركز تجاري هام من مدينة القدس؛ حيث يبعد مسافة 800م تقريباً عن المسجد الأقصى المبارك، وينسب إلى مؤسسه أبي بكر بن عمر الحلبي الذي أنشأه حوالي سنة (1063هـ/1652م). ويبدو أن البعض وجد في تسميته تلك مسوغاً لنسبة البكرية والعمرية. ففي سنة (1295هـ/1878م) تشير بعض حجج محكمة القدس الشرعية إلى انه كان يدعى بالمسجد العمري.وفي سنة 1927م، تشير بعض وثائق المجلس الإسلامي الأعلى في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الأسلامية ألى اتخاذ مسجد علوي في بناء مجاور أطلق عليه اسم مسجد أبي بكرالصديق.
استمر هذا المسجد في اداء وظيفته المتمثله في إقامة أصحاب الدكاكين المجاورة له هم وبعض رواد مركز المدينة التجاري الهام الصلاة فيه،وفي تعليم الصغار قراءة القرأن الكريم حتى زلزال عام 1927م، الذي تسبب في تهدمه وتعطله”وتجرده عن الأمور الصحيه”وتقليص مساحته بسبب غلبة بعض اصحاب العقارات المجاورة على أجزاء منه، فغدى عبارة عن غرفة صغيرة لا تزيد مساحتها عن 5,20م×2,80م يفتح بابها شمالاًحسبما تفيد بعض الحجج الشرعية ووثائق دائرة الاوقاف المحفوظه في مؤسسة للباحث فهمي الأنصاري .لذا اعتبرها المجلس الإسلامي الأعلى من الأوقاف المندرسة سيما أنه يتبع أوقاف البيمارستان الصلاحي المندرسة، وأذن بتأجيرها إلى جماعة من آل العمد فاستخدموه مخزناً لمصنع حلاوة خاصتهم.وبقي على هذه الحال حتى عام 1983،عندما كشف مستأجر العقار محراب المسجد القديم خلال ترميمات أجراها فيها،فاقترح إعادته إلى الأوقاف مقابل استرداده تكاليف الترميم.وتم ذلك إعادته إلى الاوقاف مقابل استرداده تكاليف الترميم.وتم ذلك وألحقته بالمسجد الذي يعلوه كمكتبة إسلامية .
وفي الوقت نفسه، استعاض المجلس الإسلامي الأعلى عنه بتجهيز عقار من العقارات التي تعلو مسجد سوق خان الزيت وبعض العقارات المجاروة العائدة إلى اوقاف البيمارستان الصلاحي استخدم كمسكن فترة من الزمن، ثم أجر بأجرة سنوية قدرها أربعون جنيهاً فلسطينياً حتى عام 1928م، إلى الخطاط عبد القادر أفندي الشهابي الذي استخدمه مرسماً، وكان ريعه يؤول إلى لجنة المعارف الأهلية في نهاية الحكم العثماني. وأطلق على المسجد الجديد مسجد أبي بكر الصديق.
ويمكن الصعود إلى هذا المسجد الجديد (مسجد أبي بكر الصديق) من مدخل يقع إلى الغرب من مسجد سوق خان الزيت على 19 درجة تؤدي إلى ساحة مكشوفة، ثم إلى المصلى الذي يتخذ شكل المستطيل بامتداده من الجنوب إلى الشمال بأبعاد (14م×6م). وأجرى فيه تعميرات متوالية خلال الفترة(1980-1933م) حتى استقر على حاله القائمة اليوم. ويتبع هذا المسجد مصلى للنساء ومتوضأ نظيف ومتقن ودورة مياة صحية بنيت في سنة 1976م.