يقع في الزاوية الجنوبية الغربية من قلعة القدس التاريخية المشهورة، وتحديداًفي الجهة الغربية من مدينة القدس، وإلى الجهة الجنوبية من باب الخليل، أو على يمين الداخل إلى المدينة من هذا الباب.وقد أنشأه السلطان المملوكي الملك الناصر محمد بن قلاوون (741-709هـ/1340-1309م) دتخا القلعة في سنة (710هـ/1310م)، كما يفيد النقش المثبت على بابه والمكتوب بالخط النسخي المملوكي الجميل، ونصه:”بسم الله الرحمن الرحيم. أنشاء هذا الجامع المبارك مولانا السلطان الناصر ناصر الدنيا والدين محمد بن السلطان الملك المنصور سيف الدنيا قلاوون أعز الله نصره في تاريخ سنة 710هـ/1310م. حسبنا الله ونعم الوكيل “. وقدجدد السلطان العثماني محمود الأول (1168-1143هـ/1754-1730م) هذا المسجد في سنة (1151هـ/1738م).

خصص المسجد لصلاة عساكر القلعة فيه. وكان العسكريعينون الإمام والمؤذن ويتولون شؤون المسجد بالتنسيق مع إدارة أوقاف القدس التي تولت الإشراف العام علية طوال الفترة العثمانية .وتحفل الحجج الشرعية من القدس بإشارات إلى عناصر مقدسية تولت الإمامة والخطابة والاذان فيه، ينحدر بعضهم من عائلة خليفة، وبعضهم الآخر من عائلة الغزي.

ونظراً إلى موقعه الاستراتيجي، تغيرتوظيفته مع التغيرات السياسية التي ألمت في مدينة القدس.ففي الحرب العالمية الاولى، اتخذت قوات الجيش العثماني الرابع منه مخزناً للذخائر الحربية اللازمة للدفاع عن القدس وهويتها العربية الإسلامية. ثم انيطت هذه المهمة بالمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى حتى سنة 1926م. وبعد زوال الانتداب البريطاني عن فلسطين، آل المسجد وقلعة القدس إلى عهدة الجيش العربي الأردني، الذي رابط هناك محاولاً الإفادة من هذا الموقع الاسترتيجي في الدفاع عن عروبة القدس وهويتها فأعاد المسجد إلى وظيفته الأصلية. وفي سنة 1956 أرسل قائد لواء الأميرة عالية كتاباً إلى الاوقاف يفيد بأن مئذنة المسجد بحاله خطرة وان في إبقائها على هذه الحال تهديد لحياة الجنود بإصلاحها وتعميرها.

وقد شهد المسجد محاولات تحويل وظيفته باجتثاثها وتفريغها عن مضمون هويتها التاريخي أيام الانتداب البريطاني، حيغث بدأت حكومتة بتقليص صلاحيات المجلس الإسلامي الأعلى، كما صرحت إلى مدرسة الآثار الامريكية بتحويل المسجد إلى معرض للصور، لكن اعتراضات دائرة اوقاف القدس والمجلس الإسلامي الأعلى حالت دون ذلك طوال عقدين من الزمن، عندما أذنت سلطات الانتداب بتسليم مفتاحه إليها ، فسارعت بدورها بتحويله إلى مخزن للأثريات القديمة. وطالب المجلس الإسلامي برفع الآثار وإعادة استلام مفتاحه بموجب كتاب مؤرخ 1947/4/13م.وبعد الاحتلال الصهيوني للقدس في سنة 1967م استولت سلطانه على القلعة ومسجدها وحولتهما إلى متحف.

أما معمارياً فيعد هذا المسجد أجمل مساجد القدس الواقعة خارج سور الحرم الشريف، وأتقنها عمارة، وتبلغ مساحته حوالي 144 متراً مربعاً (8×18)م²، أما ارتفاعه من الداخل فيصل حوالي 6م، وبجانبه مئذنة قديمة ترجع إلى  الفترة العثمانية أيضاً.وهو يتكون من بيت للصلاة يتوصل إلية عبر مدخل شرقي صغير الحجم نسبياً، ومسقوف بطريقة القبو البرميلي،وفيه محراب بديع المنظر ومزخرف، عبارة عن حنية حجرية متوجة بطاقية يتقدمها عقد ترتكز أرجله على عمودين قائمين على جانبي المحراب، ويقومعلى يسار منبر حجري، أما أرضية المسجد فقد بلطت ببلاط حديثاً، وللمسجد مئذنة بنيت سنة (938هـ/1531م)وجددت في زمن السلطان العثماني محمد الرابع في سنة (1065هـ/1654م).وهي تتكون من ثلاث طبقات حجرية ؛أولها عبارة عن قاعدة مربعة الشكل، وثانيها وثالثها أسطوانيا الشكل.

اشترك في القائمة البريديه

المزيد

أننا جميعاً نعلم علم اليقين، وعلى سائر مراتب المسؤولية الوطنية، أن قضية القدس هي أم القضايا الفلسطينية وهي التحدي الوطني الأول. القدس بكل رمزيتها الهائلة هي درة التاج، وهي العنوان الفلسطيني الأهم والأبرز على الإطلاق، إليها تُشد الرحال وعلى ثراها الطاهر تسترخص الأرواح

دائرة شؤون القدس - منظمة التحرير الفلسطينيه Tweet