مسجد الشيخ ريحان

يقع في حارة السعدية في الجهة الشمالية الغربية من السجد الأقصى المبارك تجاه باب الغوانمة إلى الشرق من طريق متمرجة (عقبة) تحمل اسمه، وتحديداً في راس عقبة المولى (عقبة الراهبات). بنسبه عامة الناس إلى الصحابي أبي ريحانة الأزدي، الذي نزل القدس بعيد فتحها عام (16هـ/ 638م) وعاش ودفن فيها.
يرجع البناء إلى فترة سابقة لم تحدد. لكن الدكتور محمد غوشة بيّن في إحدى دراساته أن أصله مسجد ومدفن، يعرفان بزاوية الشيخ علي الخلوتي الذي دفن فيه في عام (940هـ/ 1533م). وقد تتبع شؤونه من خلال سجلات محكمة القدس الشرعية من حيث إعماره ووظائفه المختلفة التي تولاها أفراد من عائلات مقدسية منها، آل غُضية والصاحب. كما تناولت أوقافه التي ذكر منها داران مجاورتان له. كما بين تغير اسم صاحب المدفن أواخر العهد العثماني، وأصبح يُعرف بالشيخ ريحان بعد أن تبددت أوقاف الشيخ علي الخلوتي، وتغيرت معالم زاويته. ويميل إلى أن الشيخ ريحان المنسوب إليه هذا المسجد هو الشيخ ريحان السعدي أحد رجالات حارة السعدية الذين دفنوا في هذا المكان. وتشير دراسة الباحث فهمي الأنصاري إلى ترميم جماعة من أهل الخير البناء وتحويله إلى مسجد في عام 1977م. وفي عام 1982م شكل أهل حارة السعدية لجنة لترميمه وإصلاح محرابه وتوسيعه، وهو ما استكملته دائرة الأوقاف في القدس في عام 1991م.
ويُتوصل إلى المسجد من باب غربي أسفل واجهة حجرية معقودة على عمودين متقابلين أو أكثر (بائكة أو ميزان) من الطراز العثماني المتأخر. ويعلو الباب قوس محدّبة تشبه الأقواس المموجة التي شاع استخدمها في القدس منذ العهد الأيوبي. نقش في منتصفها مطلع سورة المؤمنون: ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5}”. واسم المسجد أسفل منها. ويتألف المسجد من غرفة معقودة بقبو برميلي يرتفع عن سطح الأرضية 3.27م، وتبلغ أبعاده (70.4*6.35)م2. وفي أسفل المسجد قبو معقود ينزل إليه بدرجات من ناحية الشمالية الغربية كان في الأصل المدفن القديم، غير أنه سُد في العام 1979م وفي الواجهة الجنوبية من المسجد محراب يبلغ ارتفاعه نحو مترين، وعرضه ثلاثة أرباع المتر، يعلوه مصباحان، ويتوسط واجهته الشمالية اليوم مكتبة يعلوها مصباح.

اشترك في القائمة البريديه

المزيد

أننا جميعاً نعلم علم اليقين، وعلى سائر مراتب المسؤولية الوطنية، أن قضية القدس هي أم القضايا الفلسطينية وهي التحدي الوطني الأول. القدس بكل رمزيتها الهائلة هي درة التاج، وهي العنوان الفلسطيني الأهم والأبرز على الإطلاق، إليها تُشد الرحال وعلى ثراها الطاهر تسترخص الأرواح

دائرة شؤون القدس - منظمة التحرير الفلسطينيه Tweet