يقع في خط وادي الطواحين المعروفة اليوم بطريق الواد، وتحديداً عند مفترق طريق درب الآلآم في المرحلة الثالثة منها، مقابل مستشفى الهوسبيس.
يعود في بنائه إلى القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي، أي إلى الفترة العثمانية، كما تفيد وقفية تكية خاصكي سلطان في القدس المنسوبه إلى خاصحكي سلطان (روكسلانه)، زوج السلطان سليمان القانوني التي وقفها في سنة (959هـ/ 1551م)، وأنشأت هذا الحمام مع حمام آخر وخصصت واحداً منها للرجال، والآخر للنساء، وحبستها على العمارة العامرة في سنة (964هـ/ 1556م)، حيث استقدمت خمسة معمارين من اسطنبول خصيصاً لهذا الغرض، وساهم فيها أمهر معلمي البناء المقدسيين، بإشراف كبار رجال الدولة في القدس.
ومع أن هذا الحمام يعد من المعالم الدارسة، بسبب انتقال ملكية في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي إلى الأرمن الكاثوليك، الذين شيدوا على أرضه بطريركية الأرمن، إلا أنه لا يختلف في تخطيطه العام عن الحمامات الأخرى. فقد بقي منه بعض العقود وأحواض المياه، ويمكن القول أنه كان يتألف من مشلح ووسطاني وجواني. وتشير بعض الدراسات الى أن أرضيته كانت مبلطة بالرخام الأبيض و الأسود والبلاط المزي المجلي. وقد بلغت أبعاد البلاطة (10×16) قيراطاً. وكان يشتمل على عدة غرف مخصصة للاستحمام.أما الوسطاني، فكان مسقوفاً بالزجاج الذي يفسح المجال للإنارة والتدفئة.كما يضم هذ الحمام عدداً من الأقبية، ناهيك عن شبكة قنوات تزويد وصرف المياه، وقدور تسخين الماء.
وتحفل سجلات محكمة القدس الشرعية بالحجج التي تتناول مختلفة من شؤون الحمام، سواء تعلقت بأوقافه والمعاملات التي جرت عليها أو بالوظائف والموظفين فيه وصوراً من شؤون حياتهم اليومية، إضافة إلى الأعطال التي ألمت به من حين إلى آخر وما جرى عليه من تعميرات.
المصدر: دليل مدينة القدس (منارات مقدسية)